موضوعي ليس القصد منه التأليب أو التبندير أو كسب القراء الشعبيين كما سيذهب لأذهان البعض. موضوعي هذا أرفع فيه القبعة لناد تونسي ليس ككل النوادي .... ناد لطالما رفع رأس الكرة التونسية كما رفعتها المكشخة والنجمة و صفاقس و بنزرت و غيرها من نوادينا الغالية.... ناد عانى في السنوات الأخيرة بعض المشاكل و سياسة تشبيب لم تكن مدروسة و مسطرة فتراجع مستواه و تدنى ولم يجد إلا جمهوره الوفي الذي لولاه لعرف مصير الفرق الكبرى الاخرى التي تاهت و ضاعت أدراج الرياح.... في فترات الشك الكبرى و حين كانت دربيات العاصمة لا طعم لها ولا رائحة و أبواب الحارة مفتوحة على مصراعيها كانت تلك الجماهير الوفية الشعبية الرائعة تتدفق من كل ربط و من كل حومة عربي و تملأ المنزه و لا يقوم فريقها بنتائج جيدة و لكنها لا تيأس و تتدفق مجددا.... عانى هذا الصرح و عانى و في يوم وجد ربانه... ربان جزائري عرف كيف ينفخ عن الرماد و يزيحه و يُطلق من تحته طائر الفينيق شاقا السماء تحمله جناحاه الجماهيرية أو ما أطلق عليه الربان الشعب.... جاء فعادت للبطولة نكهتها.. و للدربيات حلاوتها... و للتشويق مكانه.... هذا الربان عرف من أين تأكل الكتف فأعاد الروح في الطائر الحزين و بث روحا جديدة إنتصارية... هي نفس الروح التي جعلت الإفريقي يفوز على القيروان.... و هي نفسها التي جعلت الدربالي يطير فوق رويد و يعطي ال3 نقاط للفريق البارحة.... يقال بأنه فريق الأهداف "المشرولة" و " الدقيقة 90" ! و أنا أقول بأنه فريق الروح الإنتصارية و عدم إنزال اليدين حتى يصفر الحكم ! برافو للإفريقي .... برافو لروح بن شيخة التي لازالت في الأذهان.... و برافو لهذا الجمهور الرائع الذي في أقوى لحظات الشك و التعب... يصيح صيحة ماني ناسي... فينتفض طائر الفينيق... و يرفع رأسه... فتعانق السماء....