هــشــام قــــيــــراط :
سـَـاحــلــيّ الــبــسـَــاط ، تـــرَجـــيّ الــصـّـــرَاط..
مـن الـحــيــاد والـمــوضـوعـيـة لا يـمـلـك أي قـــيــــراط..
ومـع الـــنــزاهــة يـعــيـش دائــمـًـا فــَــــكّ ارتــــــبـــــاط...
هــل أتـاكــم حـديــث هـشــام قــيــراط صـاحـب الـمـافـيـولا الـتـي لا تـجـد عـنـد غـيـر جـيـرانـنـا قــبــولا..؟؟
هـل ورد عـلـيـكـم نــبَـأ صـاحـب الـمـنـظــار الـذي يـُـخـْـرج الأرانـب مـن قـبـّـعـتـه كـالـسـّـحـار..؟
هـل جـاءكـم خـبـر صـاحـب الـمـجـهـر الـذي عـن الأحـمـر والأصـفـر...لا يــصــبــر..؟؟
هـل بـلـغـتـكـم قــصـة صـاحـب الـكــشـّـاف والـتـحـلـيـلات الـنـادرة كـالأصــداف و"الـحـقـائـق" الـلامـعـة كـبـريـق الأســيـاف والـخـلاصـات الـمـسـكـرة كـالــراح الـسـلاف..؟؟
مـع الـنـادي الإفـريـقــي ، تـحـتـاج مـثـل هـذه الأسـئـلـة عـن هـشـام ومـنـظـاره ومـجـهـره وكـشـافـه أن تـُـطـرح كـل أسـبـوع...
فـالـرجـل لا يـتـعـب مـعـنـا...
ولا يـجـد أي حـرج أو مـوانـع فـي إعـادة الـكـَـرّة كـلّ مـَــرّة وفـي مـمـارسـة الـلـعـبـة ذاتـهـا...
وهـذه الـلـعـبـة لا تــتـغـيـر قـواعـدهـا أو تـكـتـيـكـاتـهـا أو مـؤثـراتــهـا الـمـصـاحـبـة مـن صـوت أو ضـوء أو "تـريـكـاج"...
هــي لـعـبـة تـقــوم عـلـى ثـالــوث لا يَـتـغـيّــر :
1- انــتــقـائــيــة عـالــيــة الــجــودة :
حـيـث أن قـيـراط يـعـمــل عـلـى تـقـطـيـع مـبـاريـاتـنـا واخـتـيـار لـقـطـاتـهـا بـحـيـث يـكـون نـاديـنـا قـد أخـذ حـقـه وزيـادة مـع الـحـكـم الـذي صـفـّـرَ لـه.. ويـتـخـذ هـذا الـحـق شـكـلـيـْـن مـتـقـابـلـيـن يـُـراوح بـيـنـهـمـا صـاحـب الـمـافـيـولا بـحـسـب الأجـواء الـعـامـة ولائـحـة الـتـرتـيـب ومـعـنـويـات "الـبــطـل" وهـو عـنـده كـمـا عـنـد رازي والـطـاقـم الـتـحـلـيـلـي للـبـرنـامـج واحـد لا ثـانـي لـه ولا بـديـل عـنـه...
فـأمـا الـشـكـل الأول فـهـو الـمـرتـبـط بـانـتـصـارات مـسـتـحـقـة ولا يـمـكـنـه لا هــو ولا مـحـلـلـو الـحـصـة الـقـدح فـيـهـا... ويـقـوم عـلـى انـتـخـاب لـقـطـات تـقـلـص مـن درجـة جـدارتـنـا بـتـلـك الانـتصـارات مـمـا لـم يُـحـتـسـب للـخـصـم أو احـتـُـسـب خـطـأ لـنـا وظـلـمـا...
وأمـا الـشـكـل الـثـانـي ، فـهـو الـمـرتـبـط بـانـتـصـارات لـم نـكـن فـي رأيــه هـو ورأي مـحـلـلـي الـبـرنـامـج نـسـتـحـقـهـا أو تــأتــت مـن هـفـوة تـحـكـيـمـيـة أو تـزامـنـت مـعـهـا...وتـتـحـول الـمـافـيـولا مـع هـذا الـشـكـل الـثـانـي إلـى عـويـل ونـديـب وصـراخ وولـولـة عـلـى حـقـوق الـمـنـافـس وشــرف الـلـعـبـة ومـصـداقـيـة الـبـطـولـة...
ولـيـلـة الـبـارحـة ، تـجـسـدت هـذه الانـتـقـائـيـة فـي عـديـد الـلـقـطـات الـتـي حـصـلـت فـيـهـا أخـطـاء بـحـقـنـا أبـرزهـا لـقـطـة الإعـلان عـن تـسـلـل غـيـر مـوجـود ، ولـقـطـة ضـربـة الـجـزاء الأولـى عـنـد دفـع تـراوري قـبـل وصـول الـكـرة إلـى الـعـواضـي ، ولـقـطـات الاعـتـداء الـمـتـكـرر عـلـى الـذوادي وكـانـت إحـداهـا عـنـيـفـة جـدا سـواء فـي مـبـاراة الـتـرجـي الـجـرجـيـسـي أو مـبـاراة الـمـنـسـتـيـر... مـقـابـل الإطـنـاب فـي تـحـلـيـل لـقـطـة يـتـيـمـة فـي مـبـاراة الـتـرجـي وقـفـصـة حـصـل فـيـهـا تـدخــل عـنـيـف عـلـى الـدراجـي ، والإفـاضـة فـي الـحـديـث عـن حـاجـة الـمـنـتخـب إلـى "نـجـومـه" هـكـذا قـال..ومـواعـيـد الـتـرشـح إلـى الـمـونـديـال عـلـى الأبـواب...
وتـجـسـدت الانـتـقـائـيـة الـبـارحـة وعـلـى سـبـيـل الـذكـر لا الـحـصـر، فـي الـمـرور عـلـى لـقـطـة تـمـويـه بـيـلـنـيـرامـو مـرور الــكـرام...
2- تـوجـيـه الـلـقـطـات وتـدلـيــس الـحـقـائــق :
فـي تـحـلـيـل قـيـراط للـقـطـات فـريـقـنـا ، جُـمَـلٌ وكـلـيـشـيـات وقـوالـب حـفـظـهـا جـمـهـورنـا ولاعـبـونـا عـن ظـهــر قـلـب...وحـفـظـوا خـاصـة سـيـاقـات اسـتـعـمـالـهـا والـمـعـانـي الـتـي تـكـتـسـيـهـا مـعـنـا والـمـعـانـي الـضـديـدة الـتـي تـكـتـسـيـهـا مـع غـيـرنـا وخـاصـة مـع جـيـرانـنـا...
الـبـارحـة مـثـلا ، كـان قـيـراط لا يـرى مـن تـراوري إلا الـسـاق الـثـانـيـة...
وكـان يـقـولـهـا ويـعـيـدهـا : أنـظـروا إلـى الـسـاق الـيـمـنـى الـتـي تـم حـجـزهـا ! أنـظـروا إلـيـهـا كـيـف تـقـع خـارج خـط الـ 18 ! وعـنـدمـا سـألـه رازي لـمـاذا لا تـُـحـتـسـب ضـربـة الـجـزاء والـحـال أن الـلاعـب كـان عـلـى الـخـط بـسـاقـه الأخـرى عـلـى الأقـل ، أجـابـه لأن مـا يُـحـتـسَـب يـكـون عـلـى أسـاس نـقـطـة الالـتـحـام !
ونـقـطـة الالـتـحـام الـبـارحـة لـم تـكـن قــدم تـراوري الـتـي بـقـيـت فـي الـخـارج كـمـا أراد قـيـراط أن يـوهـمـنـا ويـضـحـك عـلـيـنـا..بـل كـانـت هـي ركـبـتـه وكـانـت عـلـى الـخـط أو أكـثـر..
وإذا كـان قــيـراط نـَـسِــيَ تـحـلـيـلـه "الـنـظـيـف" لـبـيـلانـتـي بـيـلـنـتـيـرامـو فـي مـبـاراة الـمـلـعـب الـتـونـسـي هـذا الـمـوسـم ، فـنـحـن لـم نـَـنـْـسَ..
وإذا كـان نـَـسـِـيَ تـحـلـيـلـه لـبـيـلانـتـي بـيـلانـتـيـرامـو الأخـرى الـتـي لـم يـمـنـحـهـا مـحـمـد الـمـدب لـنـادي ضـربـات الـجـزاء الـريـاضـي الـتـونـسـي فـي الـمـوسـم الـفـارط ضـد نـادي حـمـام الأنـف ، إذا كـان هـو نـَـسِــيَ مـا قـالـه فـي شـرعـيـتـهـا وأحـقـيـة الـتـرجـي فـيـهـا ، ونـَـسِـيَ زعـيـق الـبـنـزرتـي ونـديـب بـاديـن وتـأوّهـات رازي ودمـوع عـكـاشـة ، فـنـحـن لـم نـَـنـْـسَ...
3- صـَــمّ الأذنـيـن وإغـمـاض الـعـيـنـيـن وتـربـيـع الـيـديْــن :
وهـذا الـثـالـوث هـو عـيـنـه الـمـعـتـمـد مـن أسـرة الـبـرنـامـج كـكـل...وقـيـراط كـمـا رازي كـمـا الـطـاقـم الـتـحـلـيـلـي لا يـعـطـون اعـتـبـارا لـمـلاحـظـات الـمـعـتـرضـيـن عـلـى قـلـة حـيـادهـم ومـوضـوعـيـتـهـم...ويـرمـونـهـا فـي الـحـاويـة الألـكـتـرونـيـة إذا وصـلـت بـطـريــق الأنـتـرنـيـت وفـي الـحـاويـة الـحـقـيـقـيـة إذا وصـلـت بـطـريـق مـادي مـحـسـوس...
وقـد كـان تـعـلـيـق رازي الـبـارحـة عـلـى كـلام الـمـاتــر الـوسـلاتــي خـيـر دلـيـل عـلـى هـذا الـنـهـج عـنـدمـا قـال بـأنـه يـصـعـب إقـنـاع الـجـمـهـور الـريـاضـي بـرأي مـخـالـف لـرأي يـكـون عـلـيـه حـتـى إذا كـانـت الـصـورة واضـحـة وجـلـيـة...
ولـكـن الـذي فـات رازي وطـاقـمـه أنـه مـا مـن شـيء أصـعـب مـن تـغـيـيـر قـنـاعـة الـنـاس فـي أن تـحــلـيـلا تـمـيـيـزيـا وتـجـزيـئـيـا وقـَـبـَـلــيّـا وطـائـفـيـا ، مـن الـنـوع الـذي يـنـتـجـه هـو نـفـسـه وصـاحـب الـمـافـيـولا وصـاحـب الـقـولـة الـشـهـيـرة "كـورة تـونـس أقــوى مـن مـُـخـي" ، مـا مـن شـيء أصـعـب عـلـى مـثـل ذاك ومـثـل أولـئـك مـن إدراك ولـو ذرة مـن الـمـوضـوعــيـة...
وللــحــديــث ، بـالـتـأكـيــد ، بــقــيّــة...
عـبـدالـلـطـيـف / غـمـراســن