نهـايـة العقـود تــذهــب العقــول
يحتل الافريقي الى حدود الجولة التاسعة المركز الثاني وهو ترتيب عادي بل أفضل من الموسم الفارط لكن اللافت للنظر أن المردود كان سيئا الى أبعد الحدود خاصة في بعض اللقاءات مثل لقاء الكأس الأخير كما أن الانتصارات كانت صعبة جدا واقترنت عادة بالدقائق الأخيرة ولذلك لابد من طرح السؤال التالي: لماذا كل هذه الصعوبات ومن يتحمل المسؤولية.
في هذا الاطار يمكن التأكيد أن الرصيد البشري المتوفر للنادي الافريقي الى حد الآن يعتبر جيدا بل ربما الأفضل لكن استغلال هذا الرصيد على الوجه الأكمل هو الاشكال ويبدو جليا حتى للملاحظ العادي أن اللاعبين أجساد بلا عقول والعائق الرئيسي بالنسبة للاعبي هذا النادي هو الانشغال بتجديد العقود وهذا جرد لكل اللاعبين الذين تنتهي عقودهم هذا الموسم.
عبد الكريم العابدي
خالد السويسي: الاستثناء
من مواليد سنة 1985 ظهير أيمن أو مدافع محوري هو أحسن مدافع تونسي دون منازع وهو اللاعب الوحيد الذي لم يتأثر أو يتراجع مردوده على العكس من بقية زملائه الذين تنتهي عقودهم السويسي انسان هادئ ومتخلق لاعب مجتهد ومنضبط ومكافح هو مدافع لا يتحصل على انذارات وهذا خير شاهد ودليل على خصاله المتعددة ورغم انه اللاعب الوحيد صحبة زهير الذوادي الذي يتأثر الفريق متى غاب الا أنه لم يشترط ووافق على تمديد عقده مع الافريقي دون تردّد.
وسام يحيى: مهمته جمع الأموال فقط
من مواليد سنة 1984 جوكير يمكن أن يلعب كظهير أيمن وفي كل مراكز الوسط... ظهر دون المستوى في بداية الموسم فقد مكانه تم التخلي عنه من طرف مدرب المنتخب الوطني، بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس خلال الصيف باحترافه الخارجي وجدد لموسم واحد أي انه سيكون حرا بنهاية شهر جوان القادم تحدث في الموسم الماضي عن عروض ألمانية واخرى تركية أو فرنسية وها أنه يتحصل الآن على أعلى راتب أما لمشاهدة المباريات من المدارج أو على البنك.
يوسف المويهبي: بارع في مراوغة الهيئة فقط
من مواليد سنة 1985 لعب أقل من موسم يمكن القول انه كان نجما فهوى... يوسف المويهبي الذي صنع له الافريقي اسما وشهرة كبيرة حيث لم يكن يعرفه احد ورغم أن الافريقي قام معه بالواجب وزيادة عندما ارسله الى فرنسا لمدة طويلة صحبة والدته الا أنه تنكر للفريق مباشرة بعد أن تحصل على مبلغ مالي كبير لا حق له فيه حيث نال (70) ألف دينار على الموسم الماضي رغم انه لم يلعب... المويهبي أمضى أخيرا عقده الجديد بعد تردد كبير وبعد أن خسر الكثير من الوقت على أمل أن يتجه تركيزه الآن إلى الكرة فقط. ويستعيد شعبيته وحب جمهور الافريقي له
موندومو ألكسيس: نجم المصحات والاقصاءات
من مواليد سنة 1986 جوكير حقيقي لم يظهر في الموسم الجديد كما كان متوقعا بل ظهر متشنجا أكثر من اللازم عوقب في مرتين طرد في مباراة وجمع ثلاثة انذارات... الاصابة والعقوبة كلاهما اثر على اللاعب بشكل واضح كما أن المدرب لم يعرف كيف سينفد منه وتكفي الاشارة كونه ترك في آخر جولة على مقعد البدلاء لاعب له وزنه وتأثيره وقدرته الكبيرة على الاضافة وفي أي مركز يلعب فيه.
نور حضرية: والده وراء مماطلته
من مواليد سنة 1990 لاعب وسط ميدان هجومي وصانع ألعاب افتقده الافريقي في بداية الموسم وذلك بسبب الاصابة عاد مؤخرا لكن ليلعب مع الفريق الثاني أو فريق الامال هو الآخر ينتهي عقده مع نهاية الموسم الحالي... عبد الحق بن شيخة راهن عليه وأكد أنه اكتسب الخبرة اللازمة من مشاركته في بعض المباريات وخاصة تعوده على التمارين مع الفريق الأول... المفاوضات جارية مع والده منذ مدة ولا يعرف كيف ستنتهي المحادثات خاصة وأن والده يريد ان يضمن لابنه مكان أساسي في التشكيلة ولا تهمه الأموال.
بلال العيفة: كان نجما فهوى
من مواليد سنة 1990 ظهير أيمن أو أيسر عقده ينتهي بنهاية الموسم الحالي تراجع مستواه بكيفية محيرة فقد مكانه في دفاع الافريقي وتم ابعاده عن المنتخب والأكثر من ذلك أن كلاما كثيرا يقال عن عدم تركيزه في التمارين واللعب وبات منشغلا بالعروض الوهمية أو بحياته الخاصة، رغم انه لايزال في بدايته الكروية. المدافع الشاب صدق ان هناك أندية أوروبية تسعى للتعاقد معه وهو ما جعله يكون مشغولا بالاحتراف الوهمي وبحياته الخاصة ونسي دوره وواجبه ففقد مكانه في الافريقي وابتعد عن مجموعة المنتخب.
كل الأفارقة يكتفون بالفرجة: لوشنتر حوّل حديقة الافريقي الى حقل تجارب
ثلاثة لاعبين فقط اعتمد عليهم المدرب بيار لوشنتر في كل المباريات وهؤلاء هم الحارس عادل النفزي والمدافع خالد السويسي والجناح زهير الذوادي.
ويمكن القول أن الحارس الفعلي للإفريقي هو خالد السويسي أفضل مدافع تونسي في الرابطة الأولى منذ الموسم الماضي فيما تكفّل الذوادي وفي كل اللقاءات بصنع الفرص لزملائه مع تسجيله لهدف.
الافريقي بدأ موسمه وهو يلعب بمهاجم متقدم وهو أوتوروغو واعتمد على المعمري على الجانب الأيمن من الهجوم.. في اللقاء الثاني غير أوتوروغو بتراوري ولعب المليتي عوضا عن المعمري رغم اختلاف المراكز.
في الجولة الثالثة أدخل الفرنسي تغييرات أخرى وكان لدخول حمام الأثر الايجابي على خط الوسط عموما جاء اللقاء الرابع ضد الصفاقسي ففاجأ لوشنتر الجميع بتشريكه للعكروت رغم عدم جاهزيته وأبعد حمام بسبب إهداره لضربة جزاء في بنزرت وترك يحيى على البنك وفعل نفس الشيء مع أسامة السلامي وعول لأول مرة على ثنائي في المقدمة العكروت والمسعدي في الجولة الخامسة تواصلت شطحات المدرب وتجاربه وكان يحيى والسلامي خارج المجموعة حيث تمارض كلاهما بعد أن أحسّ بمعاملة المدرب معه..
في الجولة السادسة ضد جرجيس فاجأ لوشنتر الجميع بطريقة غريبة بتركه للعواضي العائد من الاصابة وحده وسط الميدان كلاعب ارتكاز ثم السلامي ـ المليتي ـ الذوادي ـ العكروت والمسعدي ووجد الافريقي يومها صعوبات وفرضت جرجيس سيطرة على منطقة الوسط.
في مباراة المنستير شرّك المدرب بوجلبان وتعمّد ترك يحيى الى جانبه على مقعد البدلاء وتواصل التعويل على المليتي والكل يتذكر كيف أهدر ثلاثة أهداف سهلة يومها وحتى الفوز صنعه تراوري مرة أخرى.
ضد القصرين ظهر وسام يحيى على اليمين في خطة ظهير ولعب المويهبي للمرة الثانية منذ البداية وكان خارج الموضوع وواصل المدرب عناده وإبعاده لبعض اللاعبين..
ضد الملعب التونسي تواصلت تجارب المدرب الفرنسي وقراراته الغريبة فأبقى ألاكسيس على البنك وشرّك بلال العيفة البعيد عن الفورمة وغير المهتم بالكرة أصلا.. كما أنه اعتمد على أربعة مهاجمين دفعة واحدة مما جعل الفريق يظهر دون المستوى لكن مدرب الافريقي تذكر بين الشوطين أنه نسي ألاكسيس على البنك فأدخله وعاد التوازن للفريق.. واعتمد على أوتوروغو في ظروف صعبة في آخر ربع ساعة ربما حتى لا يهاجمه الجمهور وهو ما حصل.ومدرب الافريقي عموما لعب أكثر من خطة وجرّب عديد الاختيارات وكأن المباريات التي يلعبها الافريقي تجريبية أو ودية.
وقد حوّل المدرب الحديقة «أ» الى حقل تجارب من حيث الاختيارات البشرية (التشكيلة) أو كذلك من حيث الاختيارات التكتيكية إذ لم يلعب بنفس التشكيلة في كل المقابلات التي أجراها النادي تحت قيادته والغريب أن كل الأطراف اكتفت بالفرجة ولم يتدخلوا وكأن الأمر لا يعنيهم.
من جهة أخرى بدأ أحباء الافريقي يتندّرون باختيارات المدرب وهناك من علق قائلا أن المدرب يجري عملية قرعة قبل كل لقاء لاختيار الخطة المناسبة يوم اللقاء.