المنتخب الوطني التونسي يواصل تحضيراته في البرتغال لمباراة نيحيريا
الجاهزية البدنية... وسرعة التحول من الوضعية الدفاعية الى الهجومية
تدخل تحضيرات المنتخب الوطني التونسي، في البرتغال أيامها الاخيرة... في تربص مغلق انطلق منذ يوم الخميس الماضي، حيث يعلق الاطار الفني للمنتخب على تربص البرتغال آمالا عريضة، حتى تكون العناصر الوطنية جاهزة 100٪ للموعد الحاسم ضد نيجيريا مساء السبت القادم بدرة المتوسط رادس.
الاخبار القليلة التي تأتي تباعا من مركز التربص التابع لنزل ماريوت بإحدى ضواحي لشبونة، تؤكد أن كل الظروف مناسبة ومشجعة وتساعد على حسن التحضير والاعداد...وهي مؤشرات مطمئنة تأمل الجماهير الرياضية رؤيتها يوم السبت القادم على أرضية ملعب 7 نوفمبر برادس انطلاقا من الساعة السابعة و10 دق مساء، فلقاء نيجيريا وبعيدا عن كل الوان المبالغة أو التهويل، هو لقاء الحقيقة وقد يقطع المنتخب الوطني التونسي غداته خطوات عملاقة نحو التأهل الى المونديال الافريقي.
ولعل الحديث عن الشؤون والتكهنات التكتيكية يبقى أمرا سابقا لأوانه لأنه يرتبط قصرا بجاهزية اللاعبين يوم المباراة... وبتخمينات امبرتو كويلهو التكتيكية وفقا لدراسته المعمقة للمنافس النيجيري..
فإن هذا المبدأ لا يعدم الاشارة الى نقاط ذات بال تهم مردود نسور قرطاج... نقاط كانت مباراة الموزمبيق الأخيرة مطية لتأكيد أهميتها، ونعني في مقدمتها الحالة البدنية للاعبين والنسق الذي سيخوض به المنتخب مباراة نيجيريا وهو ذلك المنافس الذي يضم عناصر محترفة قادرة على اللعب وفق مستوى بدني جد مرتفع... وما يجرنا للحديث عن هذه المسألة هو استفهام كثيرا ما رافق المنتخب الوطني منذ سنوات عديدة ويتمثل في مدى قدرة عناصرنا الوطنية على مجاراة النسق المرتفع، وهو استفهام كانت المحطات السابقة كمونديال 2006 خير دليل على جديته: حتى ارتقى الى مرتبة الاستنتاج ونقطة الضعف التي نخشى منها لا سيما في المنازلات القوية شأن مباراة السبت القادم ضد نيجيريا.
هذه أسباب التراجع البدني... والنسق البطيء
ولأن هذه المسألة ترتبط فيها العناصر المتعلقة بالتحضير البدني للمنتخب وكذلك الخيارات التكتيكية فإن المدرب الوطني المكلف بالتقييم يبقى الأقدر على تحليل أبعادها... حيث أكد رضا جدي لـ«الحرية» متحدثا عن ذات الأمر «لقد كنا على وعي تام منذ فترة طويلة لا سيما خلال الحقبة التي أشرف عليها روجي لومار على حظوظ المنتخب الوطني أن هناك اشكالا لدى لاعبي المنتخب في إكمال اللقاء خاصة إذا كان المنافس يلعب بنسق قوي شأن مباريات مونديال 2006 المانيا... واعتقد ان طريقة اللعب التي كان يعتمدها المنتخب انذاك جعلت التوازن مفقودا على مستوى العطاء البدني للاعبين، كما التحول من الوضعية الدفاعية الى الهجومية لم يكن بالطريقة المرجوة... وهذا هو رأينا وقد نقلناه للمدرب امبرتو كويلهو الذي يحاول معالجة الامر..
تحوير في طريقة اللعب
هذا وأشار رضا جدي المدرب الوطني المكلف بالتقييم الى أن مباراة نيجيريا ستكون مختلفة عن لقاء الموزمبيق على مستوى العطاء البدني للاعبين باعتبار أن طبيعة المنافس الذي يمتلك لاعبين ذوي قدرة بدنية طيبة يقتضي التعامل معه بحنكة وذكاء... حيث أكد رضا جدي ان التربص الحالي للبرتغال سيعالج هذه النقطة بالذات ونعني طريقة اللعب التي يجب أن تعتمد على مبدإ السرعة بين الحالتين الدفاعية والهجومية وبذلك يمكن مباغتة الدفاع النيجيري الذي يعاني من بعض البطء على مستوى المحور... وهو ما يقتضي التركيز على تلك الناحية والمنتخب يمتلك من المهارات الفردية ما يخول له تطبيق هذه الطريقة على الوجه الأكمل، حتى يتجنب فترات الفراغ التي كثيرا ما يعرفها في نهاية المباريات ذات النسق المرتفع.
حيوية... وتوازن
وفي سياق متصل بهذه النقطة، لاحظ المدرب الوطني المكلف بالتقييم أن الهاجس الرئيسي للإطار الفني في تربص البرتغال هو اكساب العناصر الوطنية حيوية بدنية لأن هذه الحيوية هي السبيل الأمثل لمغالطة نيجيريا... من خلال تنويع العمليات الهجومية المباغتة والسريعة... وخاصة التوازن على مستوى جميع الخطوط... والتوازن في توزيع المجهودات بين اللاعبين فكل اللاعبين مطالبين ببذل قصارى جهودهم وتقديم نفس العطاء وبذلك يتسنى لنا مجاراة نسق اللعب واللقاء مهما كانت حدته، وهذا مرتبط كما أسلفت الذكر بطريقة اللعب المعتمدة التي يجب أن تقوم على السرعة.
الجاهزية الذهنية
إن طبيعة الظرف الحالي... الذي يمثل نهاية الموسم وما يعنيه من إرهاق ينتاب اللاعبين لن يسمح للاطار الفني للمنتخب في أيام معدودة بإجراء تحضيرات أو تمارين بدنية دسمة لأن ذلك لن يخدم مصلحة اللاعبين، وبالتالي فإن التربص الحالي بالبرتغال يكتسي بعدا ذهنيا فالجاهزية الذهنية... نقطة جوهرية في مثل مباراة نيجيريا لأنها تمكن اللاعبين من حسن تطبيق التعليمات المسداة لهم على مستوى الخطة التكتيكية المزمع اتباعها... فالتفاصيل الدقيقة والجزئيات قد تضيع الفارق وهو ما يتطلب تركيزا مستمرا طيلة ردهات اللقاء...
ولا شك أن الحديث مع المدرب الوطني المكلف بالتقييم كشف لنا استنتاجا ذا بال وهو وعي الاطار الفني بالنقائص الحالية للمنتخب ولعل تربص البرتغال يساهم في درء جزء منها... أما الجزء الأهم فسيعهد للاعبين ومدى عزيمتهم وقدرتهم على رفع التحدي... وتحقيق أماني الجماهير التونسية... بالانتصار على نيجيريا.
حسني الغربي